تقنية بلوكتشين تكتسح هيمنة الحكومات

فتحت تقنية بلوكتشين أكثر من جبهة من أجل تكبيد وتحجيم سلطة الحكومات، فإذا كنت تعتقد أن تقنية سلاسل الكتل (بلوكتشين) مقتصرة فقط على العملات الرقمية المشفرة، فأنت واهم ولست على دراية تامة بخصوص هذه التقنية.

في هذه المقالة سوف أتناول تقنية سلاسل الكتل (بلوكتشين)، هذه التقنية اللامركزية الواعدة في مجال التعاملات الرقمية واستخدامها في مجالات عدة وأيضاً أهميتها للاقتصاد الرقمي. ولأن تقنية سلاسل الكتل “بلوكتشين” تمثل سجلاً للمعاملات والعملات الرقمية المشفرة التي تخضع للمصداقية والأمان والتشفير، تستخدم تقنية بلوكتشين في مجالات عديدة، ولا تستخدم فقط في مجال العملات الرقمية المشفرة كما يظن البعض. ظهرت هذه التقنية عام 1991 لأول مرة.

في تقنية بلوكتشين تكون كل كتلة مشفرة، حيث إن هذه التقنية تعتمد على عنصر الأمان وتشفير الهوية، ولا يستطيع أي شخص معرفة من هو صاحب هذه الكتلة (بلوك)، ولكن فقط تكتب على هيئة رموز مشفرة، وكل كتلة تحتوي في داخلها على مجموعة من البيانات.

أبرز القطاعات التي ستغير ملامحها بواسطة تقنية بلوكتشين هي:

سلاسل التوريد

في مجال سلاسل التوريد تقوم تقنية سلاسل الكتل (بلوكتشين) بالاطلاع على بيانات الشحنات المختلفة مثل وضعها الحالي وموعد تسلمها وبشكل فوري، ويتم إنجاز المعاملة بأسرع وقت، ما يعزز من الحركات التجارية والابتعاد عن الإجراءات التقليدية التي تؤخر عمليات الاستيراد والتصدير لعدة أسابيع، ما يسبب ضرراً للحركات التجارية.

وبالفعل قامت عدة شركات عالمية مرموقة بتطبيق تقنية بلوكتشين.

القانون

كذلك في المجال القانوني، يستطيع المحامون إنشاء عقود ذكية في صورة كود مشفرة، وكذلك يساعدهم على صياغة عقودهم وتسجيل المعاملات التجارية وتفادي تكرار الوثائق، حيث سيتم تخزين كل البيانات والمستندات مع التحقق منها. كما سيتم توثيق أي تغييرات على المستندات وتخزينها.

كذلك المحاكم تستطيع عبر تقنية بلوكتشين تسوية المنازعات عبر الحدود بطريقة بسيطة وسلسة وأكثر كفاءة، وتحديداً المنازعات التجارية، مما يساهم في حل مشاكل القانونية المتعلقة بالتجارة بأسرع وقت، مما يوفر الوقت والجهد والمال.

العقارات

تقنية بلوكتشين ستغير ملامح قطاع العقارات، فهي قادرة على إحداث ثورة جديدة في هذا المجال، وذلك لامتلاكها امتيازات لامركزية.

هناك عدة دول بالفعل بدأت تهتم بتقنية بلوكتشين وتطبيقها، ومن أهم هذه الدول السويد، حيث قامت بتطبيق تقنية بلوكتشين في تنفيذ عمليات تسجيل الأراضي والعقارات.

وتضم العملية خمسة أطراف: دائرة الأراضي والبائع والمشتري والوسيط العقاري والمصرف التجاري، مما أدى إلى تقليص مدة إجراء المعاملات من عدة أشهر إلى بضع ساعات قليلة، وبالتالي توفير الوقت والجهد والمال للحكومة السويدية.

وأيضاً ستستفيد جميع الأطراف من مزايا بلوكتشين المهمة، كالأمان والموثوقية، لأنه من المستحيل أن يتم تهكيره أو تزويره والتلاعب به.

كيف ستنهي تقنية بلوكتشين دور الحكومات؟

إن تقنية بلوكتشين قادرة في المستقبل القريب على تغيير شكل المؤسسات والحكومات خلال السنوات القادمة، وذلك لأنها تعتمد على التشفير لتأكيد المصداقية والأمن وكذلك تكون إدارتها لامركزية.

ومن أهم الأهداف التي سوف تحققها تقنية بلوكتشين في المستقبل القريب، إلغاء دور الوسيط ومنع التلاعب في سجل البيانات والتبادل الأمن للمواد القيمة، وذلك لقدرة تلك التقنية على تسريع العمليات بأقل تكلفة وأقل جهد وبفترة زمنية قياسية، كما أن هذه التقنية تحترم الخصوصية.

أيضاً ستنهي تقنية بلوكتشين حقبة الإدارة البيروقراطية والروتين الممل في المعاملات الحكومية التي تستغرق أوقاتاً طويلة.

منصة Binance

اختارت منصة بينانس Binance الرائدة بمجال العملات الرقمية المشفرة مدينة دبي لتنظيم مؤتمر متخصص في مجال تعاملات بلوكتشين الرقمية. وذلك يعود لأهمية ومكانة دبي في الاقتصاد الرقمي.

المؤتمر استغرق ثلاثة أيام من 28 مارس/آذار، بهدف التعرف على مستقبل تقنيات بلوكتشين، والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs والعالم الافتراضي ميتافيرس. ومثل هذا المؤتمر ملتقى لخبراء بلوكتشين حول العالم.

وتقدر سوق بلوكتشين، بإستثناء العملات الرقمية المشفرة بحوالي 12 مليار دولار.

فهل تعتبر تقنية بلوكتشين تهديداً حقيقياً لكبد هيمنة الحكومات؟

وهل تقنية بلوكتشين ستغير ملامح قطاع العقارات في المستقبل؟

وهل تعد تقنية بلوكتشين بداية ثورة صناعية خامسة؟