نسمع من بعض المحللين الاقتصاديين يصرحون بأن عملة “البيتكوين” هي عديمة القيمة ونهايتها حتمية، لكن مع جل احترامنا لهذه التصريحات التي نسمعها إلا إنها غير منطقية.

بصراحة عندما نغوص في قدراتهم الاقتصادية، نشاهد بأنهم على غير دراية ومعلوماتهم فقيرة جداً عن عملة البيتكوين، وليس لديهم أي تصور أو فكرة واضحة على العملات الرقمية المشفرة بتاتاً. وهذا الشيء مؤسف أن تكون هكذا تصريحات بسطحية تامة.

في هذه المقالة، سوف أغوص في دهاليز “البيتكوين” من أجل أن نوضح لكم ونُعرف لكم لماذا عملة البيتكوين هي ليست عديمة القيمة ولن تكون عديمة القيمة وهذا الشيء شبه مستحيل، فقيمة البيتكوين ليست وهمية.

البعض من المحللين الاقتصاديين يسألون: ماذا لو نستيقظ من النوم صباحاً ونرى “البيتكوين” اختفت تماماً ولم يعد لها أي أثر؟

طبعاً الإجابة هي من سابع المستحيلات أن تختفي عملة “البيتكوين”؛ وذلك لأسباب عديدة وأهم سبب وهو تقنية “بلوكتشين”؛ لأن عملة البيتكوين مسنودة بهذه التقنية اللامركزية.

وهذه التقنية أحرجت البنوك المركزية في الوقت الراهن؛ لأنها تعتبر الأساس والقاعدة التي تبنى عليه جميع العملات الرقمية المشفرة.

ما هي تقنية بلوكتشين “blockchain” سلاسل الكتل؟

هي نظام لسجل عام إلكتروني مشترك وآني ومشفر وقواعد بيانات لا مركزية. من خلالها، يكون إتمام التعاملات دون وسيط ثالث، وتؤدي لتقليل التكاليف المادية والمدة الزمنية، وكل كتلة مرتبطة مع غيرها بسلاسل.

علماً بأن تقنية بلوكتشين أسست عام 199‪1، ولكن لم تنتشر حتى أتت عملة البيتكوين في عام 200‪9. ومن خلال تأسيس عملة البيتكوين أخذت تقنية بلوكتشين صدى واسعاً وبدأت بالانتشار لحد هذه اللحظة.

في تقنية بلوكتشين تكون كل كتلة مشفرة، حيث إن هذه التقنية تعتمد على عنصر الأمان وتشفير الهوية، ولا يمكن التزوير بسجلات بلوكتشين.

أي من المستحيل أن يتم اختراق بلوكتشين blockchain، لأن على الهاكرز اختراق كل الحاسبات الموجودة في تقنية بلوكتشين، وهذا شيء مستحيل أن يكون بمقدرة أي شخص اختراق مليون حاسوب في آن واحد، هذا الشيء غير منطقي.

سر قوة بلوكتشين تكمن في نظامها اللامركزي، وكذلك ينطبق أيضاً على البيتكوين، حيث تكمن سر قوتها في تقنية سلاسل الكتل (بلوكتشين)، لذلك من المستحيل أن تكون فقاعة، وأن تختفي البيتكوين، هذا الشيء لا أساس له.

الأسباب التي تجعل الطلب على البيتكوين مستمراً

السبب الأول الذي لن يجعل البيتكوين عديم القيمة هي أنها غير مقيدة بالبنوك المركزية، وغير مرتبطة بها أساساً، ولا تحتاج إلى وسيط ثالث. وهنا نقصد أن البنوك المركزية ليس لها أي سلطة أو دور، وهي عاجزة تماماً بإنهاء عملة البيتكوين في سوق المال.

السبب الثاني هو السياسة وعوامل الجيوسياسة؛ وذلك لأن السياسة تلعب دوراً كبيراً في الطلب على عملة البيتكوين.

هذا لأن الدول التي تعاني من عقوبات اقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ستلجأ إلى البيتكوين من أجل التهرب من هذه العقوبات الاقتصادية، ولأنها تعتبر ملاذاً آمناً لهم، فمن المنطقي أن تلجأ هذه الدول إلى الاستثمار في عملة البيتكوين.

بمعنى آخر أن أي دولة تعادي الولايات المتحدة الأمريكية سيكون ملاذها الآمن عملة البيتكوين.

والسبب الثالث هو غسيل الأموال من العصابات الإجرامية والمسؤولين الفاسدين الهاربين من قبضة العدالة، والذين سيكون الخيار الأفضل والآمن لهم في غسيل أموالهم هو عن طريق عملة البيتكوين.

والسبب الرابع هو عامل الندرة، لأن عدد وحدات البيتكوين محدودة، وهي 21 مليون وحدة فقط، والمستخرج منها 19 مليون وحدة حتى الآن.

هذا ما جعل للبيتكوين ميزة كميزة الذهب وهي عامل الندرة، وحتى مؤخراً لقبت بالذهب الرقمي، مما جذب المستثمرين في شراء البيتكوين والاحتفاظ به مثل الذهب، لأن باعتقادهم في المستقبل سيرتفع سعر عملة البيتكوين إلى مستويات قياسية حالها كحال الذهب.

هناك عدة أسباب أخرى، لكني ذكرت أهم الأسباب لنعرف لماذا البيتكوين أصبحت حال واقع ويجب علينا الاعتراف بها سواء كنا معها أو ضدها. ولو اجتمعت كل الحكومات حول العالم وأقرت بحظر البيتكوين، فلن يجدي ذلك نفعاً، ولن يكون بمقدورهم القضاء على البيتكوين في سوق المال.

ولكن هل يستطيعون تقييد وتحجيم البيتكوين؟

نعم ربما، ومن الممكن البنوك المركزية إذ وسعت نطاق الخناق أكثر على البيتكوين، واشتدت محاربتهم لعملة البيتكوين، من ممكن أن يكون بمقدورهم تحجيم البيتكوين نوعاً ما بهذه الوسائل.

ولكن هذا لا يعني أن البيتكوين ستنتهي وتختفي وتكون عديمة القيمة، لأن البيتكوين ستكون مطلوبة من قبل هؤلاء الذين ذكرناهم في المقالة وتعتبر ملاذاً آمناً لهم.

ورغم أننا قريبون من تشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية وعلى رأسها البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وذلك بضغط من أزمة التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية في أغلب البلدان، حيث تجاوزت نسبة التضخم 7.5% في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن المتوقع أن تبدأ رفع نسبة الفائدة في مارس/آذار 2022 من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهذا التشديد سيلقي بظلاله بالسلب على العملات الرقمية المشفرة، وفي مقدمتها البيتكوين، ومن خلالها ستتأثر البيتكوين، مما يؤدي إلى تراجع قيمتها حالها كحال الأصول البقية كالذهب والأسهم، وسنشهد بالمقابل ارتفاع عوائد السندات.

وبرغم أنه متوقع أن تتعرض البيتكوين وبقية العملات الرقمية المشفرة إلى ضغوط بيعية هذا العام من قبل الدببة، فإن هذا لا يعني أن نقول إن عملة البيتكوين انتهى وجودها في سوق المال.

وهنا نريد أن نوضح، حتى لو تراجعت البيتكوين بشكل حاد فهذا لا يعني أن البيتكوين انتهت وستكون عديمة القيمة، يجب أن نعي هذا الشيء جيداً.

وفي نهاية المقالة أنت كقارئ للمقالة هل ستقتنع بأن البيتكوين عديمة القيمة، أو أنها ذات قيمة حالها كحال بقية الأصول المالية.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.