المخاوف الكبرى

لا شك أن أهم أنباء الأسبوع هي الأخبار الكبرى التي تُثير مخاوف سوق العملات الرقمية. وخاصةً المخاوف المتحورة حول الحرب المحتملة في أوكرانيا. ولا خلاف على أننا لا نريد حدوث الحرب، بل آمل أن تنتصر العقول الهادئة في النهاية.

ولكن لماذا يساور العالم قلقٌ شديد حول الصراع في أوكرانيا؟ حسناً، يخشى البعض أن ينتهي العالم نهايةً نووية في حال اندلاع مواجهةٍ بين الولايات المتحدة وروسيا. لكن سبب القلق الأكبر هو الانهيار الاقتصادي المحتمل نتيجة أن روسيا تُعَدُّ من أكبر موردي الغاز والنفط على مستوى العالم. ولا شك أن صدمة المعروض ستكون لها تداعياتٌ خطيرة. ومع ذلك يجب القول إنّ البشر كائناتٌ ممتعة، كما نميل عادةً إلى المبالغة في ردود أفعالنا على مثل هذه الأخبار.

ويُترجم هذا الأمر في الأسواق المالية إلى حالةٍ من البيع بدافع الذعر بأبخس الأسعار، أو اتخاذ قرارات سيئة مثل بيع الدعوم على المكشوف. وتميل العملات المشفرة كما هو معتاد إلى اتخاذ ردود أفعال أكثر حدة للأنباء الكبيرة من هذا النوع. إذ انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 10% فقط من أعلى مستوياته، في حين انخفضت العملات المشفرة بنسبٍ تتراوح بين 40% و90%. يا للمتعة.

وفي حال اندلاع الصراع المحتدم غير المرجح؛ فلن تظهر الأسواق في أبهى حلة وقد نشهد حركة بيعٍ قوية. وحتى ذلك الحين سنواصل العيش في ظل حالة عدم اليقين التي لا يحبذها السوق على الإطلاق.

خطر التوكنات غير القابلة للاستبدال (NFT)

لا تزال أسعار التوكنات غير القابلة للاستبدال مرتفعة، فضلاً عن أننا شهدنا مؤخراً عملية بيعٍ قياسية لأحد توكنات كريبتو بانكس Crypto Punks. ومع ذلك فلا يزال هناك خطرٌ بارز قائم في مجال التوكنات غير القابلة للاستبدال. وقد تجلى ذلك الخطر في عملية البيع التي كانت منتظرةً بشدة الأسبوع الماضي لتوكنات سكويغلز Squiggles. إذ تبيّن قبل بدء البيع بساعات أن المؤسسين المجهولين للتوكنات كانوا في الواقع محتالين متسلسلين أطلقوا من قبل عدة مشروعات للتوكنات غير القابلة للاستبدال، قبل أن يهجروها بأموال المستخدمين. ومع الأسف، تسمح طبيعة التشفير مجهولة الهوية لأولئك المحتالين بالعودة مرةً تلو الآخر. 

ومما يزيد الأمور سوءاً أن أولئك المحتالين كانوا يشترون على ما يبدو التوكنات التي يقومون بسكّها مستخدمين مجموعةً من عناوين المحافظ، التي تبين لاحقاً أنها مرتبطةٌ بهم. وبهذا تبدو الأمور وكأن التوكنات متداولة وكأن المجموعة عليها طلبٌ كبير.

ويمكن وصف مجال التوكنات غير القابلة للاستبدال بأنّه مثيرٌ للغاية، وهناك العديد من التوكنات التي ستواصل تحقيق المكاسب الكبرى والشعبية الواسعة. لكن كل مجموعة ناجحة من التوكنات غير القابلة للاستبدال تقابلها 99 فاشلة. وتذكرني مستويات المضاربة في مجال التوكنات غير القابلة للاستبدال حالياً بطفرة الاكتتابات العامة في عام 2017.

هل انتهى جنون التوكنات غير القابلة للاستبدال في الوقت الراهن؟

انخفضت أحجام تداول التوكنات غير القابلة للاستبدال بنسبة 75% منذ بداية الشهر الجاري.

ويصل حجم التداول اليومي الحالي إلى نحو 200 مليون دولار، أي أنه يساوي أكثر من ضعف المتوسط اليومي لغالبية أيام عام 2021. إذ شهد سوق التوكنات غير القابلة للاستبدال عدة ارتفاعات ضخمة الحجم بالتزامن مع ارتفاع الاهتمام العام على المدى القصير.

ولكن أسواق التوكنات غير القابلة للاستبدال ستظل موجودةً حتى وإن هدأت لفترةٍ من الوقت. بل تبين مؤخراً أن بورصة نيويورك تنوي إطلاق متجرٍ للتوكنات غير القابلة للاستبدال، أو تقدموا على الأقل بطلبٍ لإطلاق المتجر. إنه أمرٌ جنوني!

غرامة 100 مليون دولار لبلوكفاي Blockfi

قررت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تغريم بلوكفاي، المنصة الشهيرة للبطاقات وإقراض العملات المشفرة، مبلغ 100 مليون دولار بسبب تقديمها خدمات أوراق مالية غير مسجلة لعملائها. وهذا خير دليلٍ على أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تمثل طرفاً سيئاً في عالم التشفير.

إذ يمكنك أن تضيف إلى ذلك عدم السماح للأمريكيين بالحصول على صندوق مؤشرات متداول فوري لعملة البيتكوين (BTC)، أو الاستثمار في مبيعات التوكنات، أو استخدام الرفع المالي في التداول.

ويبدو على أي حال أن بلوكفاي انتهكت قانون هاوي بتقديمها منتجاً تعتبره هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بمثابة ورقةٍ مالية. كما أنها لم تكن تلزم المؤسسات بتوفير ضمانٍ أكبر من قيمة قروضها، على عكس ما كنت تقوله بلوكفاي علناً. ومن الخطر دائماً في مجال الإقراض اللامركزي ألا نستطيع تعقب ما يحدث على الشبكة.

ومع ذلك فقد دفع بلوكفاي المال لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ويبدو أن بإمكانها مواصلة عملياتها الآن بدون مشكلات بعد تسجيلها وامتثالها لقوانين الأوراق المالية الأمريكية. وربما تنخفض رسوم بلوكفاي ذات يومٍ بدرجةٍ تجعلها تستحق الاستخدام مرةً أخرى، إذا لطالما أحببت بلوكفاي وأشعر بخيبة الأمل لخروجها من المنافسة.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.