عملة الحزم، هذه العملة الرقمية المشفرة المثيرة للجدل والذي ذاع صيتها في العراق كثيراً، تم تأسيسها  قبل عدة أشهر من قبل فريق يترأسه شخص يدعى محمد العرب.

هذه العملة التي أثارت ضجة كبيرة في العراق، بسبب تصريحات صاحب العملة محمد العرب، والذي كان يروج لعملته بطريقة مبالغة جداً، ويزعم صاحبها أنها العملة العربية المشفرة الوحيدة.

لكن يوجد عدة عملات ومالكوها من العرب، وفي أحد تصريحاته المثيرة للجدل، كان يشبه العرب عملة الحزم بعملة بيتكوين. طبعاً هذا الكلام غير منطقي وغير واقعي بتاتاً في عالم العملات الرقمية المشفرة، لأن أي عملة رقمية مشفرة في الوقت الحالي لا تستطيع منافسة عملة البيتكوين والملقبة بالذهب الرقمي.

عملة الحزم عدد وحداتها بالمليارات، وعملة البيتكوين 21 مليون وحدة فقط. عملة حزم الحصول عليها لا يكلف سنتاً واحداً، أما عملة البيتكوين فعملية تعدينها واستخراجها مكلفة جداً لأنها تحتاج إلى أجهزة كمبيوتر ذات مواصفات عالية وأجهزة تكييف وتستهلك طاقة كهربائية كبيرة.

فكلفة استخراج عملة البيتكوين متفاوتة من دولة لدولة وذلك بسبب كلفة الطاقة الكهربائية، حيث تبلغ في الصين أكثر من 3 آلاف دولار، وفي الولايات المتحدة قرابة 5 آلاف دولار أمريكي، وفي كوريا الجنوبية 26 ألف دولار أمريكي. ومقارنة عملة حزم مع عملة البيتكوين كمثل المقارنة بين قوة الدولار الأمريكي وعملة البوليفار الفنزويلي المنهارة.

عملة حزم ليس لديها بلوكتشين خاص بها

عملة حزم هي عملة من فئة التوكن “token”، أي ليس لديها بلوكتشين خاص بها كعملة البيتكوين.

هناك نوعان من العملات الرقمية المشفرة كوين “coin” وتوكن “token”، الأولى عملة رئيسية لديها بلوكتشين خاص بها كالبيتكوين وإيثيريوم وسولانا، والثاني عملة فرعية تبنى على كوين ولا تملك بلوكتشين خاصاً بها، ويتم بناؤها على بلوكتشين آخر كعملة الحزم والمبنية على بلوكتشين الإيثيروم.

حيتان عملة حزم

لو نعود قليلاً إلى قبل حوالي أكثر من شهر، حين انخفضت عملة الحزم بعد أن تجاوزت سعرها 0.06 أي ستة سنتات، ووصلت لقمة تاريخية بالنسبة لعملة الحزم، فجأة هبطت عملة حزم هبوطاً حاداً إلى سنت ونصف، وكان وراء هذا الهبوط الفجائي أحد حيتان عملة الحزم.

والآن سعر عملة الحزم أقل من واحد سنت، تحديداً ما يقارب 0.007 سنت.

إحدى سلبيات عملة حزم أن هناك حيتاناً كثراً في هذه العملة، وفي حال بيع أحد الحيتان سينهي مسيرة العملة في عالم الكريبتو.

أحد الحيتان حالياً يملك أكثر من مليار وحدة، وكذلك يوجد أكثر من شخص يملكون حوالي 200‪ مليون وحدة من عملة الحزم. وبصراحة هذه الأرقام مخيفة لكل من يملك عملة الحزم لأن في حال بيع أحد هؤلاء الحيتان سيعرضون العملة إلى هبوط حاد مرة أخرى في قيمتها.

اعتماد مؤسس عملة حزم على استراتيجية الضخ والتفريغ

واستراتيجية الضخ والتفريغ هي نوع من الاستراتيجيات التي يتبعها الكثير من مؤسسي العملات الرقمية المشفرة من فئة التوكن “token”.

عملية الضخ (pump) هي عملية يتم من خلالها رفع قيمة سعر العملة الرقمية المشفرة، من قيمتها الصفرية بشكل متلاعب به، بعد الرواج والتسويق لها وتضخيم قيمتها. وهذا ما قام به محمد العرب بكثرة الوعود للمستثمرين بعملة الحزم.

وخلال هذه العملية يقومون بإقناع الأفراد المستثمرين عبر التسويق لشراء العملة المشفرة، واعدين المستثمرين الصغار بأن سعر هذه العملة المشفرة سترتفع قيمتها في المستقبل. وبالفعل عند ضخ سيولة ترتفع قيمة العملة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر العملة الرقمية المشفرة بشكل صاروخي.

هذا ما قام به فريق عملة الحزم بوصول العملة إلى القمة متجاوزةً 0.06 ستة سنت، بعد ضخ سيولة في عملة الحزم، ومن ثم بيعها بسعر مرتفع، محققين أرباحاً خيالية قبل تفريغ مراكزهم، وما يسمى بـ“dump”، وتوريط المستثمرين بالعملة ويصبحون ضحية هذه الفقاعة، وبالفعل هذا ما قام به فريق عملة الحزم وهبطت العملة إلى مستويات دونية.

وكذلك، كان هنالك معارضة كبيرة لعملة الحزم من قبل الشارع العراقي ولاقت عملة الحزم انتقادات حادة من قبل الأوساط العراقية، بعد الخسائر الفادحة لبعض المستثمرين بعملة الحزم في العراق، حيث تلقوا ضربة موجعة بعد الهبوط المدوي قبل فترة قصيرة، مما سبب لهم خسائر فادحة.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.