اعتاد العالم في جميع أزماته الاقتصادية والمالية التوجه نحو الذهب باعتباره الملاذ الآمن للاستثمار والتحوط، حتى ظهر منافس جديد له هو البيتكوين، وكان له رأي أخر.

فقد نافس البيتكوين المعدن الأصفر بشراسة خلال فترة الجائحة التي اجتاحت العالم بأسره منذ 2019.

فيروس كورونا

بداية ظهور فيروس كوفيد-19 في الصين كانت نهاية عام 2019، وسرعان ما انتشر حول العالم واجتاح القارات بلا سلاح، مما كبد اقتصادات الدول بشكل عام خسائر كبيرة، بعد المخاوف السياسية والاقتصادية والصحية التي رافقت الجائحة.

والمعروف في كل أزمة عالمية أن المستثمرين يتجهون إلى الملاذات الآمنة، ويلجأون إلى المعدن النفيس (الذهب) من أجل التحوط، واعتباره أفضل أدوات الاستثمار قليلة المخاطر.

لكن في أزمة كورونا كان هناك شيء لم يعتد عليه الاقتصاد العالمي خلال أزماته، وهو ظهور العملة الرقمية المشفرة btc أو البيتكوين، كملاذ آمن وخيار بديل للذهب.

أيهما أفضل الذهب الرقمي أم الذهب التقليدي؟

بمقارنة قيمة الذهب مع قيمة البيتكوين منذ بداية أزمة كورونا ولحد وصول قمم أسعار كلاهما، نرى أن الذهب ارتفع إلى ما يقارب 40%، إذ ارتفع سعر الذهب في مارس/آذار 2020 من 148‪0 دولاراً للأونصة الواحدة إلى وصوله للقمة متجاوزاً 207‪4 دولاراً للأونصة الواحدة.

لكن البيتكوين منذ ذلك التاريخ كان بحدود 7000 دولار، وارتفع إلى مستويات قياسية ملامسة 69000 دولار، أي ما يقارب نحو 100‪0%، والقيمة السوقية للبيتكوين حالياً فوق مستويات تريليون دولار.

البيتكوين كان منافساً شرساً للذهب خلال فترة الجائحة ولايزال لغاية اللحظة، ومن المتوقع أن تشتد هذه المنافسة في المستقبل لأن ديناميكية البيتكوين في التعدين معقدة جداً، ويتم تقسيم المكافآت إلى النصف خلال كل أربع سنوات مما يسبب زيادة في كلفة الاستخراج من وحدات البيتكوين.

ويؤدي ذلك لتعظيم قيمة عملة البيتكوين، ونسبتها التي تم تعدينها حوالي 90% أي ما يقارب 18 مليوناً و900 ألف وحدة من أصل 21 مليون وحدة فقط، وهذا يدل على أن هناك قواسم مشتركة بين الذهب والبيتكوين، وهو عامل الندرة.

تحوط الذهب والبيتكوين من التضخم

تعتبر البيتكوين الآن مخزناً للقيمة وبمثابة الذهب لكن بشكل رقمي، عند المقارنة مع الذهب خلال جائحة كورونا.

فقد قامت أغلب البنوك المركزية بتخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات متدنية (صفرية)، وكذلك قامت بإطلاق حزم تحفيزية لإنعاش اقتصاداتها وقامت بطباعة التريليونات وضخ سيولة رخيصة في الأسواق من أجل مواجهة الأزمة الصحية التي أصابت جميع اقتصادات الدول حول العالم بشلل.

هذا أدى إلى تسارع التضخم، مما أجبر المستثمرين، خشية من التضخم، إلى الاستثمار في البيتكوين والذهب والتحوط مقابل التضخم، لأنهما يعتبران أصولاً مضادة للتضخم.

ويعتبر أداء البيتكوين أفضل بكثير من الذهب خلال الجائحة بسبب الارتفاعات والقفزات الجنونية التي حققتها عملة البيتكوين خلال فترة الجائحة.

وختاماً، نضع تساؤلاتنا: هل الذهب سيحافظ على لمعان بريقه في المستقبل كملاذ آمن؟ هل سيسحب البيتكوين البساط من الذهب كملاذ آمن في المستقبل؟ هل سيستمر البيتكوين كأداة للتحوط كالذهب في المستقبل؟

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.