منذ سنة 2013، أجريت دراسةً حول نظرة الأشخاص لعملة البيتكوين الرقمية وتقنية البلوكتشين. وفي سنة 2018، يمكنني وصف النظرة العامة بأنها متفائلةٌ.
لقد عانت البيتكوين من تصوراتٍ سلبيةٍ عديدةٍ منذ سنة 2013، بما في ذلك فكرة أن يتم استخدامها في الأعمال الإجرامية، أو في عمليات الاحتيال، أو وصفها على أنها فقاعة.
وعلى الرغم من أن فضاء العملات الرقمية مازال لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه، ولا يزال يكافح من أجل الاحترام والتبني، إلا أن التصورات الإيجابية تتزايد بوضوحٍ.
السنتان الماضيتان: من سنة 2016 إلى سنة 2018
تشهد وجهات النظر الشائعة حول البيتكوين عدة تغيراتٍ، ويعود ذلك في الغالب، إلى التقنية المستحدثة التي يطلق عليها اسم تقنية البلوكتشين. ومن أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص يفضلون البيتكوين هو أن العديد من الشركات، على غرار آي بي إم، وول مارت ونوكيا، تواصل اعتماد هذه التقنية. كما تواصل مجموعاتٌ بارزةٌ أخرى، لعل أبرزها وزارة الدفاع الأمريكية وميرسك سيلاند وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وأعضاء الكونغرس، اكتشاف وتأييد المنفعة التي تقدمها تكنولوجيا البلوكتشين.
في ظل تزايد الاعتماد على البلوكتشين، شهدت الموثوقية التي يتميز بها أول تطبيق للبلوكتشين، وهو العملة الرقمية، ارتفاعًا كذلك. وعلى الرغم من أن المفاهيم التي تؤيد فكرة أن البيتكوين تُعتمد في المجالات غير القانونية قد انتهى أمرها، إلا أن هذه المعتقدات لا تزال سائدة بين معظم الأشخاص الذين لم يقوموا بعد بتبني العملة الرقمية.
ومع ذلك، لم يعد الأشخاص الذين يستخدمون عملة البيتكوين يتعرضون للهجوم، نظرًا للانتشار الواسع الذي تشهده حالات استخدام العملات الرقمية وارتفاع أعداد ومصداقية المجموعات التي تدعم هذه العملات.
ومن بين الشعارات التي بدأت تتلاشى، شعار مفاده أن “البيتكوين هي عملة احتيال”. ويرتبط تلاشي هذا الشعار ارتباطًا وثيقًا بارتفاع قيمة العملة الرقمية نفسها، والاهتمام المتزايد الذي تحظى به من قبل كل من المنظمين والخبراء الماليين.
إذا كانت سوق العملات الرقمية تلاقي قبول المنظمين ولا يرون أن العملات الرقمية مصدر احتيالٍ، وهي ليست كذلك طبعًا، فإن حجة “الاحتيال” تفقد مشروعيتها. ويعتبر تبني شركات الاستثمار ذات السمعة المرموقة لتكنولوجيا البلوكتشين بهدف تتبع المعاملات المالية، مثل بورصة الأوراق المالية الأسترالية، أو شروعها في تداول العملة الرقمية بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ، حجةً أخرى من شأنها أن تفقد هذه الادعاءات صلاحيتها مرة أخرى.
البيتكوين اليوم
ومن بين الشائعات الأخيرة المناهضة للبيتكوين التي مازالت سائدةً، تلك التي تفيد بأن هذه العملة هي بمثابة فقاعةٍ. وعلى الرغم من أنني لست خبيرًا ماليًا، إلا أنني أعتقد أن هذه المناقشة حول اعتبار البيتكوين مجرد فقاعةٍ غير صادقةٍ. صحيح أن أسعار البيتكوين قد ارتفعت بسرعةٍ كبيرةٍ عدة مرات، وهي تعد من إحدى الخصائص المميزة التي تساعد الخبراء الماليين على اكتشاف “الفقاعات” وتعريفها. ولكن، لا تصنف الحركات الصعودية الحادة للأسعار دائما على أنها فقاعةُ، ويعود ذلك لوجود معايير رئيسيةٍ أخرى يجب أن تكون موجودةً.
أما الجزء الآخر من تعريف “الفقاعة”، فيتمثل في أن سعر العملة الرقمية يشهد ارتفاعًا أعلى بكثيرٍ من “قيمتها الجوهرية”. ووفقًا لما ذكرته ايمي فونتينيلي من إنفستوبيديا، “فإن ظهور الفقاعة مرتبطٌ بارتفاع سعر الأصل إلى مستوياتٍ أعلى بكثيرٍ من قيمته الجوهرية أو الأصلية”. وهذا هو الجزء الثاني من تعريف الفقاعة الذي يبدو أن نقاد البيتكوين يتجاهلونه.
أعتقد أنه من غير الممكن تحديد القيمة الفعلية للبيتكوين أو أي عملة نقديةٍ أخرى. وحتى إن كان كل شيء ذي قيمة له قيمة فعليةٌ، إلا أنه من الصعب تحديدها. وهذا هو المغزى من العملة النقدية، حيث يتم فرض قيمتها من خلال ضوابط مختلفةٍ من أجل تحويل هذه القيمة إلى قيمة عملةٍ نقديةٍ أخرى.
على وجه التحديد، غالبًا ما تستند قيمة العملة القانونية إلى قدرة الحكومة على مراقبة العملة (من طباعة العملة الورقية وتحديد أسعار الفوائد والرسوم وما إلى ذلك). وفي غياب هذه العناصر، نحن لا نعلم كم كانت ستساوي قيمة الدولار الأمريكي؟ وكل ما في الأمر هو أن معاملات البيتكوين تخضع لرقابةٍ مشددةٍ.
لا توجد قواعد حكوميةٌ تطبق على البيتكوين من شأنها أن تؤثر على السعر، وإنما هي تؤثر فقط على الضرائب، باعتبار أن الضرائب ليست مقتصرةً فقط على العملات الرقمية. وهناك نقطةٌ أخرى يجب مراعاتها وهي أن الحكومات تقوم فقط بفرض الضرائب حين تكون قيمة العملة مرتفعة. وبالنسبة لكل أولئك الذين يدّعون أن البيتكوين ليست لها قيمةٌ فعليةٌ، فإن الحكومات والأسواق في العالم أجمع تقول عكس ذلك.
من حيث حالة فقاعة البيتكوين، لا يزال لدينا محاولةٌ لتحديد القيمة الفعلية للعملة قبل أن نتمكن من تحديد ما إذا كانت البيتكوين فقاعةً أم لا. منطقيًا، إذا لم يكن بمقدورنا تحديد القيمة الفعلية للبيتكوين، فإن استخدام مصطلح “الفقاعة” عند الإشارة للبيتكوين، حقيقةً يعتبر أمرًا خاطئًا.
بناءً على البيانات، أظن أن القيمة الفعلية للبيتكوين أعلى بكثيرٍ من سعرها الحالي، ولكن هذا الأمر رهين القرار الذي اتخذته الأسواق وليس بمقدور أي أحدٍ التدخل فيه. ومن المؤكد أن البيتكوين ليست فقاعة، وإن كانت لديك فكرة أخرى مخالفة لذلك، فما عليك سوى أن تثبت ذلك.
بما أن الاسم الشائع الذي يطلق على البيتكوين هو “فقاعة”، وهو يستند إلى معلوماتٍ غير صالحةٍ وافتراضاتٍ خاطئةٍ، فإنه لن يقع التوقف عن استخدام هذا الاسم كما أنني لست متأكدًا من أنه يجب فعل ذلك. ويتمثل الجانب الجيد الوحيد في تسمية الفقاعة، هو أنها تمنع المستثمرين الحذرين من الدخول وشراء العملات الرقمية في سوق يُعرف بتقلبه الشديد.
يتطلب شراء البيتكوين وبعض العملات الرقمية الأخرى ثم تتبع قيمتها مرونةً، وإن لم تكن مغامرًا ولا تحب الإثارة والتشويق عندما تشهد الأسعار تقلباتٍ دوريةٍ، فأنت لست مناسبًا لتدخل غمار سوق العملات الرقمية. ويومًا ما، سنتملك عملةً رقميةً في صناديق الاستثمار المشتركة الخاصة بنا، ولن نلحظ وجودها. أما اليوم، فقد أمسى سوق العملات الرقمية سوقًا للمستثمرين المباشرين، ما يجعل مسألة كسب ثقة المستهلك أمرًا غايةً في الأهمية.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.