تخيّل أنك استثمرت في شركات الإنترنت بعد انفجار “فقاعة” الدوت كوم منذ عقدين… لا شك أن شراء بعض الأسهم في جوجل وأمازون بأسعار تنافسية أو التقدم للحصول على وظيفةٍ في واحدةٍ من تلك الشركات كانا بمثابة فكرة رائعة. لكن كيف يمكنك الاستثمار في الجيل الثالث للويب؟ يبدو أن هناك ثلاث زوايا أساسية تُتيح لك فعل ذلك، ألا وهي: شراء العملات، أو العثور على وظيفة، أو شراء الأسهم.

  1.  اشتر العملات في مشروعات تحل المشكلات المُلحّة

لا شك أن أوضح زاوية للاستثمار في الجيل الثالث للويب تتمثل في شراء العملات، أو كسبها كعائد على المحاصصة، أو عبر استخدام مشروعات الجيل الثالث للويب المتنامية وممارسة ألعابها.

لكن ما الزوايا التي يجب أن تنظر من خلالها إلى فرص الاستثمار التي يُحتمل أن تكون مربحة؟ حسناً، يجب البدء من خلال تجارب المستخدم والإحباطات التي مررت بها شخصياً مع منتجات حالية بعينها. وبصفتك أحد مستخدمي العملات المشفرة أو تطبيقات الجيل الثالث للويب، من المؤكد أنك مررت ببعض التجارب السيئة أو تعرضت لبعض الإخفاقات الكاملة. ولن تكون الوحيد هنا، بل وأراهنك أن هناك بعض الفرق التي تعمل حالياً على حل المشكلة نفسها التي تثير ضيقك، وتعترض طريق التبني الجمعي.

ولا شك أن هناك العديد من نقاط الاختناق التي تبحث عن حلول في مجال الجيل الثالث للويب. وإليك مجموعةً من أبرزها:

المشكلة: التوسع وتجربة المستخدم على منصات التداول اللامركزية

إذا سبق لك استخدام منصة تداول لامركزية مثل يونيسواب Uniswap، فربما علقت معك إحدى المعاملات من قبل. وإذا سبق لك ضخ المال في تجمع سيولة من قبل، فمن المؤكد أنك أصبحت متصالحاً مع احتمالية التعرض لخسارة غير دائمة إن عاجلاً أم آجلاً (وهي الخسارة التي تأتي نتيجة التقلب النسبي في الأسعار بين أزواج العملات). ولماذا لا يمكن تنفيذ الأوامر الأساسية مثل وقف الخسارة؟ تتمثل زاوية الاستثمار الجيد في متابعة المشروعات التي تحاول حل مثل هذه المشكلات الأساسية.

المشكلة: نضج تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال NFT

يمكن القول إن الطريقة التي “يشير بها” الرمز غير القابل للاستبدال إلى صورةٍ ما مثلاً ليست مضمونةً بالكامل في الوقت الحالي، فضلاً عن رغبتنا في رموز غير قابلة للاستبدال تمثل بعض أغراض الحياة الواقعية. ويجب إصلاح البنية التحتية الأساسية حتى تنضج سوق الرموز غير القابلة للاستبدال، وتصبح من الأشياء الكبيرة وواسعة الانتشار بحق.

المشكلة: نضج أسواق الإقراض

لا شك أن محاولات إنشاء تجمعات إقراض تُقرض الأموال دون غطاء مضمون للقرض، مثل مابل فينانس Maple Finance وغولدفينش Goldfinch، لم تحقق النجاح الكبير. ولا يعني ذلك استحالة تحقيق النجاح هنا. لكن الطلب لن يكون كبيراً على الإقراض المغطى بضمان ببساطة، وسيظل الطلب على الإقراض المضمون لا يمثل سوى جزء صغير من الطلب على الإقراض غير المضمون.

المشكلة: الشبكات الاجتماعية اللامركزية DeSoc

لا يزال هذا المجال في بداية مهده، ولهذا ليس من العادل تماماً أن نُدرجه تحت قائمة المشكلات الملحة. ولم يظهر أي فائز واضح في مجال الشبكات الاجتماعية اللامركزية حتى الآن. لكن من الواضح أنها تمثل مشكلةً للمستخدمين. فأنت لا تمتلك هويتك على الإنترنت كمستخدم. ويمكن أن تختفي تلك الهوية بشكلٍ فوري بعد سنوات من بناء جمهورك على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام، وذلك في حال انتهكت شروط الخدمة أو حتى عن طريق الخطأ من جانب المنصة نفسها. وليس هذا النموذج المركزي مستداماً، ولهذا يمكن القول إن وقت قطافه قد حان. وتحاول منصات مثل لينس Lens وفاركاستر Farcaster تحقيق ذلك في الوقت الحالي.

المشكلة: تخزين واسترداد المفاتيح الخاصة

من الصعب أن نتصوّر تحقيق التبني الجمعي لتقنيات الجيل الثالث للويب بينما يخاطر المستخدمون بخسارة أموالهم أو هويتهم الرقمية عند ارتكاب خطأ واحد. وتحاول بعض جهود التطوير مثل محافظ الاسترداد الاجتماعي Social Recovery، ورموز سولباوند (SBT)، وتجريد الحسابات Account Abstraction أن تجعل تخزين واسترداد الهوية أسهل في الاستخدام ومضمونةً أكثر.

تحذير: يُعَدُّ الاستثمار في الفرق/الشركات التي تحاول حل تلك المشكلات بمثابة مضاربة؛ إذ تمتلك الشركات بعض الأفكار الجيدة أحياناً لكن توقيتها لا يكون مناسباً لإنجاح الفكرة، أو ربما تنفذ الفكرة بطريقةٍ سيئة، أو ربما يفشل المشروع لأي سببٍ آخر.

  1.  اعثر على وظيفة في الجيل الثالث للويب/افتح شركةً في الجيل الثالث للويب

مهلاً، كيف يرتبط الحصول على وظيفةٍ بالاستثمار؟ حسناً، لأنك بهذه الطريقة ستستثمر في معرفتك، ومجموعة مهاراتك، وشبكة علاقاتك. ولا شك أنها فكرة جيدة حتى تمنح نفسك السبق في صناعةٍ ربما تشهد معدلات نمو سنوية برقمٍ من خانتين أو حتى ثلاث خانات. وستستفيد من ثمار عملك دون شك عندما تنغمس في المجال بنفسك. ولن تقتصر الفائدة على سيرتك الذاتية أو مجموعة مهاراتك، بل ستحافظ على انتباهك لفرص الاستثمار الجديدة باستمرار ودون مجهود إضافي أيضاً. ويحمل هذا الأمر أهميةً خاصة في الأسواق الهبوطية، عندما يكون المرء أكثر ميلاً لتجاهل الأخبار.

Getting a job in Web 3

وتحتاج فرق الجيل الثالث للويب إلى أشخاص في بعض الوظائف شديدة الشبه بالشركات التقليدية؛ حيث تحتاج تلك الشركات لتوظيف الأشخاص وتسويق منتجاتها؛ مما يعني أنك لست بحاجةٍ لأطنانٍ من المعرفة عن الجيل الثالث للويب حتى تعمل في تلك الشركات.

وعندما ألقينا نظرةً على منصات التوظيف في الجيل الثالث للويب، وجدنا الكثير من فرص التوظيف التالية:

  • مهندس/مطور برمجيات
  • مصمم واجهة المستخدم/تجربة المستخدم ومطور الواجهة الأمامية
  • مدير تسويق
  • مدير منتج
  • محلل بيانات
  • مدير مجتمع
  • كاتب إعلانات
  • محلل استثمار

وإذا لم تكن تتمتع بأي من المهارات الواردة أعلاه، فلمَ لا تحاول البدء في وظيفة عامة بمستوى المبتدئين؟ يمكنك التفكير في وظائف متدربي دعم العملاء أو تسويق الشبكات الاجتماعية، أو مساعدي التسويق.

كما يمكنك إنشاء شركتك الخاصة بالطبع. ولا شك أنه سيكون من الخيارات عالية المخاطر ذات العائد المحتمل المرتفع. ولهذا ننصحك بتجربة هذا الخيار كعملٍ جانبي بالإضافة إلى وظيفتك العادية، وذلك نظراً لمخاطر الفشل. وإذا نجح المشروع وانطلقت السوق الصعودية، فيمكنك التفكير عندها في التخلي عن وظيفتك العادية وتوجيه كامل تركيزك إلى شركتك العاملة في الجيل الثالث للويب.

  1.  استثمر في صناديق المؤشرات المتداولة وأسهم الجيل الثالث للويب

تستطيع الاستثمار في الأسهم أو صناديق المؤشرات المتداولة بناءً على شهيتك للاستثمار النشط مقابل الاستثمار السلبي. ولا شك أن الأسهم الفردية تمثل رهانات أكثر مخاطرة من صناديق المؤشرات المتداولة، أو هكذا تقول القاعدة على الأقل.

أسهم الجيل الثالث للويب المدرجة في البورصة: استراتيجية الالتقاط والمجرفة

يتمثل خيار الاستثمار الأوضح هنا في التركيز على الشركات المدرجة في بورصة نيويورك. وليس العديد من تلك الشركات مهتماً بمجال الجيل الثالث للويب، باستثناء كوين بيس Coinbase التي تبيع العملات. وهناك شركات أخرى تصنع منتجات تساعد بالمصادفة في تسهيل بناء النظام الإيكولوجي للبلوكتشين؛ مثل شركة Nvidia. ويندرج الاستثمار في تلك الشركات تحت استراتيجية الالتقاط والمجرفة، لتذكرنا بشركات المعاول والمجارف التي انتفعت بشدة من حمى الذهب في كاليفورنيا.

وإليكم في ما يلي بعض الأمثلة على الأسهم المرتبطة بالجيل الثالث للويب:

  • سهم كوين بيس (COIN): لا خلاف على أن كوين بيس هي منصة التشفير الأكثر موثوقية في أهم ولاية قضائية على مستوى العالم، وهي الولايات المتحدة. وتمتلك المنصة أكثر من 100 مليون مستخدم، وتُعَدُّ منصة التداول الأمريكية الوحيدة المدرجة في البورصة.
  • سهم إنفيديا (NVDA): يُعَدُّ سهم إنفيديا بمثابة أكبر أسهم “الالتقاط والمجرفة” في عالم التشفير؛ إذ تنشط الشركة في مجال تصميم أشباه الموصلات. كما أطلقت الشركة منصة أومنيفيرس Omniverse، المصممة لمساعدة المطورين في مشروعات الجيل الثالث للويب.
  • سهم آي بي إم (IBM): لا شك أن التقدم الذي أحرزته آي بي إم في مجال الذكاء الاصطناعي يمنحها تأثيراً كبيراً في سوق الجيل الثالث للويب. وتمتلك الشركة خططها الخاصة لمشروعات الجيل الثالث للويب أيضاً.
  • سهم إي إم دي (ِAMD): تشتهر إي إم دي على نطاقٍ واسع بفضل وحدات المعالجة المركزية والرسومية، وتسعى للغوص في عالم الذكاء الاصطناعي المثير للاهتمام. وبفضل خبرتها السابقة في تصميم أشباه الموصلات، يعمل فريقها الآن على تطوير شرائح رسوميات متقدمة لتطبيقات الجيل الثالث للويب.
  • سهم بلوك (SQ): تقدم شركة بلوك مجموعة حلول لمعاملات العملات المشفرة، وأنظمة نقاط البيع، والمدفوعات بين النظيرين، وأكثر. ويُعَدُّ تطبيق كاش أب Cash App من أبرز منتجات الشركة، حيث يتمتع بأكثر من 40 مليون مستخدم شهرياً. ويستطيع المستخدمون شراء ونقل عملات البيتكوين (BTC) إلى محافظهم الخاصة باستخدامه التطبيق.

الشركات الناشئة وغير المدرجة في مجال الجيل الثالث للويب

يصعب الوصول إلى هذه الشركات لكنها ربما تكون أكثر ربحية (وأكثر مخاطرة)، خاصةً لأنها ليست مدرجةً في بورصة بعد. وتوجد منصات مثل BnktotheFuture التي تسمح للمستثمرين المعتمدين بالاستثمار في تلك الشركات (ونأمل أن يتاح ذلك للمستثمرين غير المعتمدين أيضاً). وتُتيح مثل تلك المنصات للمستثمرين شراء أسهم في المراحل الأولى من جمع رؤوس الأموال، أو ما يعرف بجولات التمويل من السلسلة أ والسلسلة ب.

صناديق المؤشرات المتداولة في مجال الجيل الثالث للويب

هناك العديد من صناديق المؤشرات المتداولة النشطة في مجال الجيل الثالث للويب، ويُطلق عليها أحياناً وصف صناديق المؤشرات المتداولة للبلوكتشين. ومن الواضح أن صناديق المؤشرات المتداولة عجزت عن الإفلات من السوق الهبوطية: “إذ يظل مصير تلك الأموال شديد الارتباط بنجاح البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة”.

How to Invest in Web 3
  • صندوق أمبليفاي ترانسفورميشنال داتا (BLOK): يُعَدُّ أكبر صناديق المؤشرات المتداولة للبلوكتشين، ويخضع لإدارة شركة Amplify Investments. وجرى إطلاق الصندوق في يناير/كانون الثاني 2018 ويستحوذ على أصول بقيمة 360 مليون دولار حالياً، وذلك بانخفاض عن أعلى مستويات أصوله التي تجاوزت المليار دولار في وقتٍ من الأوقات.
  • صندوق فيرست تراست إنديكس إنوفيتف ترانزاكشن أند بروسيس (LEGR): يمتلك الصندوق 120 حيازة تتركز أهمها في أسهم Infineon Technologies، وSAP، وNordea Bank، وEngie، وHoneywell International. وانخفضت أصول الصندوق بنحو 23% منذ بداية العام.
  • صندوق سيرين ناسداك نيكسجين إكونومي (BLCN): انخفض بنسبة 53% منذ بداية العام بسبب حيازته الكبيرة من أسهم كوين بيس.
  • صندوق فيرست تراست سكايبريدج كريبتو إنداستري أند ديجيتال إكونومي (CRPT).

ويعتمد الأداء هنا بدرجةٍ كبيرة على مدى اتساع رؤية الصندوق لما يعتبر بمثابة تعرض لتقنية البلوكتشين؛ إذ كان أداء صندوق (LEGR) أفضل من أداء عملة البيتكوين، وربما يرجع السبب إلى احتواء الصندوق على أسهم شركات أقل ارتباطاً بصناعة التشفير.

وعلى الجانب الآخر، سنجد أن صندوقاً مثل فان إيك كريبتو أند بلوكتشين إنوفيتورز (DAPP) يضم الكثير من شركات تعدين البيتكوين. ولا عجب في أن أداء هذا الصندوق كان أسوأ من البيتكوين، لا سيما أثناء السوق الهبوطية ومع ارتفاع أسعار الطاقة.

لهذا لا يجب شراء صندوق مؤشرات متداول بناءً على الاسم فقط، بل يجب النظر إلى الشركات المدرجة في الصندوق. ويجب أن تطرح السؤال الرئيسي التالي على نفسك:

هل تمثل هذه الأسهم رهاناً أعلى أو أقل مخاطرة من شراء العملة المشفرة نفسها؟

الخلاصة: انغمس بمختلف الطرق

كيف تستثمر في الجيل الثالث للويب؟ تستطيع غزو الجيل الثالث للويب براً وبحراً وجواً، كما يحدث عند غزو دولة لدولة أخرى. لهذا عليك شراء العملات، و/أو الحصول على وظيفة، و/أو شراء الأسهم. وستمنحك كل طريقة منها معقلاً قوياً مختلفاً في هذا المجال الجديد. كما يأتي كل نهج منها بمستويات مختلفة من المخاطر والعائد. ومن المؤكد أن شراء عملات منفردة ينطوي على مخاطر أعلى من شراء الأسهم التقليدية، لكن هامش العائد المحتمل يكون أكبر. بينما يُعتبر الحصول على وظيفة في مجال الجيل الثالث للويب أشبه بالرافعة المالية؛ حيث تزيد من مهاراتك المهنية وفرص استثمارك على حدٍ سواء.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.