بعد نهاية كارثية لعام 2022، سيكون العام الجاري حاسماً بالنسبة لصناعة التشفير، حيث بدأ المستثمرون والشركات في الانتعاش بعد انهيار إف تي إكس FTX، بالتزامن مع استعدادهم لمواجهة المزيد من التدقيق واللوائح.
هذه المقابلة التي نشرتها شبكة National Public Radio الأمريكية، توضح كيف يمكن أن يكون العام الجاري محورياً في مستقبل العملات المشفرة.
المضيفة ماري لويز كيلي: يرى الكثيرون أن العملات المشفرة تمثل مستقبل صناعة التمويل. لكن العملات المشفرة تمر بأزمةٍ اليوم، إذ تعثرت عملة البيتكوين (BTC) بعد عمليات بيع كبيرة، ناهيك عن تداعيات الانهيار الكارثي لمنصة إف تي إكس، التي بدأت تتفشى الآن.
وينضم إلينا اليوم ديفيد غورا من شبكة National Public Radio الأمريكية، وأريد أن أبدأ بالحديث عن إف تي إكس يا ديفيد، يتحدث الجميع عن هذا الأمر اليوم، فما دلالة ذلك على الحالة العامة لصناعة التشفير؟
ديفيد غورا: حسناً، يدل ذلك على حجم التغيير الذي طرأ، ولنعد بالذاكرة إلى بداية العام الماضي، أثناء الدعاية لصناعة التشفير باعتبارها التقنية الكبرى التالية، من خلال تأييد كبار الشخصيات وإعلانات السوبر بول، لكن منصة إف تي إكس انهارت الآن، وأثارت معها العديد من التساؤلات حول الصناعة عموماً؛ لأن الشركة كانت صاحبة اسم معروف وبصمة عالمية، لكنها أصبحت تحتل العناوين الرئيسية لواحدةٍ من أكبر قضايا الاحتيال في التاريخ اليوم؛ ولهذا فإن انهيار إف تي إكس يؤثر على مشاعر الجمهور تجاه ما تعنيه صناعة التشفير يا ماري، ولن يتغير ذلك في ظل اكتشافنا للمزيد من التفاصيل عن سقوط الشركة، بينما يواجه رئيسها التنفيذي السابق سلسلة من الاتهامات الجنائية، وفي خضم مرور إف تي إكس بإجراءات الإفلاس تحت قيادتها الجديدة.
ماري: حسناً، لنركز على ما يحدث في المحكمة الآن، ما آخر التطورات؟
غورا: حسناً، رفض سام بانكمان-فرايد الإقرار بالذنب في ثماني تهم جنائية، وفي حال إدانته خلال المحاكمة، التي المقرر أن تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول، فمن المحتمل أن يقضي ما تبقّى من حياته داخل السجن، ويبني المدعون الفيدراليون قضيتهم بناءً على مئات الآلاف من الوثائق التي يقولون إنها ستسلط الضوء على طريقة إدارة إمبراطورية التشفير المملوكة لبانكمان-فرايد.
ويحاول أكثر من مليون دائن، بينهم العديد من عملاء إف تي إكس، استرداد أموالهم المفقودة في محكمة الإفلاس بولاية ديلاوير. وتذكروا أن المزاعم تقول إن بانكمان-فرايد أساء استخدام أموال العملاء، فضلاً عن اتهامه باستخدام تلك الأموال لتغطية الخسائر إبان انهيار أسعار العملات المشفرة، وسنحصل على تفاصيل جديدة حول مدى ترابط عالم التشفير، بالتزامن مع كشف المدعين والمحققين عن المزيد من المعلومات، وسنعرف كذلك حجم تهرُّب هذا القطاع من التدقيق.
ماري: قلت أثناء تقديمك إن تداعيات انهيار إف تي إكس تتفشى الآن، فكيف يحدث ذلك؟
غورا: نعم، سيكون هناك المزيد من التدقيق، وسنشهد الكثير من الجهود في هذا الصدد، وسيجري فرض القانون بقوةٍ أكبر على شركات العملات المشفرة مستقبلاً، ويجب أن نتذكر خسارة العديد من المستثمرين الجدد لأموالهم، بعد شرائهم البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى في ذروتها السعرية، وتسود المخاوف من احتمالية إفلاس واختفاء بعض شركات العملات المشفرة الأخرى.
ويعمل ألكيش شاه محللاً استراتيجياً في Bank of America مثلاً، وقد قال مؤخراً إن الصناعة لا يمكنها أن تستمر بهذا الوضع، ويرجع أحد الأسباب إلى وجود عدد كبير للغاية من الرموز، والكثير من أنواع العملات المشفرة المختلفة.
ألكيش شاه: إذا أخذنا خطوةً للوراء وألقينا نظرة على الصناعة، سنجد أن هناك نحو 22,000 عملة مشفرة، ونحو 170 منصة تداول على مستوى العالم، لكن غالبية تلك العملات ليست لها أي قيمة جوهرية تقريباً.
غورا: يتوقع شاه أن عدد العملات المشفرة التي ستتمكن من البقاء بعد إعادة ضبط الأسواق لن يتجاوز الـ50، تصوري ذلك يا ماري، يتوقع أن ينخفض العدد من 22 ألف عملة مشفرة إلى 50 عملة فقط.
ماري: نعم، لا شك أننا أمام تغيُّر كبير على مستوى عدد العملات المشفرة، فماذا عن قيمتها؟ ما هي توقعات وول ستريت في هذا الصدد؟
غورا: حسناً، لا نشهد أي علامات على نهاية فصل شتاء العملات المشفرة، وبدأ هذا الانكماش مع بدء الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة لمواجهة معدل التضخم المرتفع، وعندها فقد المستثمرون شهيتهم للمخاطرة، إذ تراجعت عملة البيتكوين بنحو 60% خلال العام الماضي.
وتعمل ماديلين هيوم محللةً في شركة Morningstar، وتقول إننا ربما نكون في أحلك أيام شتاء التشفير حالياً، ويمكن القول إن التشاؤم أصبح حالةً عامة.
ماديلين هيوم: تسود الأجواء الباردة لشتاء التشفير منذ وقتٍ طويل، وليس هناك أي فترات راحة يمكن أن نتطلع إليها، ولا تلوح النهاية في الأفق.
غورا: ارتفع سعر البيتكوين ارتفاعاً طفيفاً بعد مضي تسعة أيام من العام الجديد، ليصل إلى نحو 17,000 دولار يا ماري، لكن هذا الرقم لا يزال بعيداً كل البعد عن السعر القياسي المسجل للعملة عند 69,000 دولار، ولم نسجل ذلك السعر القياسي في الماضي السحيق، بل حدث ذلك قبل نحو عامٍ أو أكثر قليلاً.
ماري: شكراً يا ديفيد.
غورا: شكراً لك.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.